بسم الله الرحمن الرحيم
شعبنا الفلسطيني الصَّامد المرابط،
شعوبنا العربية والإسلامية،
أحرار العالم مناصري الحقّ ورافضي الظلم، والمدافعين عن الحريَّة والعدالة وكرامة الإنسان، في كلّ مكان،
في ظل استمرار العداون الإسرائيلي على قطاع غزَّة والضفة الغربية. ومع مواصلة شعبنا خوض معركة الحريَّة والكرامة والانعتاق من الاحتلال، وتقديمه أروعَ الأمثلة في البطولة والفداء والصمود في مواجهة آلة البطش والعدوان؛ نودّ أنْ نوضّح لأبناء شعبنا وأمَّتنا وأحرار العالم حقيقةَ ما جرى يوم السَّابع من أكتوبر، ولماذا كان، وما سياقه المرتبط بالقضية الوطنية الفلسطينية، ودحض زيف المزاعم الصهيونية، ووضع الحقائق في نصابها الصحيح.
هل كان المطلوب من شعبنا أن يواصل الانتظار والرّهان على الأمم المتحدة ومؤسساتها العاجزة، أم أنَّ الردَّ الطبيعي على تلك الممارسات هو مبادرة شعبنا للدفاع عن أرضه وحقوقه ومقدساته؟! علماً بأنَّه حقٌّ مكفول في القانون الدولي، والشرائع والأعراف البشرية.
انطلاقاً ممَّا سبق، كانت عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 م، خطوة ضرورية واستجابة طبيعية، لمواجهة ما يُحاك من مخططات إسرائيلية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والسيطرة على الأرض وتهويدها، وحسم السيادة على المسجد الأقصى والمقدسات، وإنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة، وخطوة طبيعية في إطار التخلّص من الاحتلال، واستعادة الحقوق الوطنية، وإنجاز الاستقلال والحرية كباقي شعوب العالم، وحق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
في ضوء الكثير من الاتهامات والادعاءات والمزاعم الإسرائيلية الملفّقة فيما يتعلّق بأحداث يوم 7 أكتوبر وما تلاه من تطوّرات ضمن عملية طوفان الأقصى، فإنَّنا في حركة المقاومة الإسلامية )حماس( نوضّح ما يلي:
لقد التزمت حماس منذ انطلاقتها سنة 1987 ، بتجنّب استهداف المدنيين، وبعد أنْ قام الصهيوني المجرم )باروخ جولدشتاين( بتنفيذ مجزرة في المصلين في المسجد الإبراهيمي في الخليل سنة 1994 ، أعلنت حماس مبادرة تقضي بأنْ يتم تجنيب المدنيين ويلات القتال، من قبل كل الأطراف، لكنَّ الاحتلال الصهيوني رفض حتّى مجرّد الرّد على تلك المبادرة. وقد كرَّرت حماس ذلك مراراً، لكنَّ الاحتلال الإسرائيلي واصل تجاهله، وتابع قتل المدنيين بكل صلافة وتجاهل.
إنَّ الاحتلال هو الاحتلال، مهما تغيّر مسمّاه ووصفه وشكله، بصلفه ووحشيته وسعيه لكسر إرادة الشعوب واضطهادها. وإنَّ سنة الحياة، وتجارب الشعوب في الانعتاق من الاحتلال والاستعمار تؤكّد أنَّ المقاومة هي النهج والاستراتيجية والطريق الوحيد للتحرير وإنهاء الاحتلال، فمتى تحرّر شعب من الاحتلال دون نضال ومقاومة وتضحيات؟
إنَّ الواجب الإنساني والأخلاقي والقانوني يفرض على دول العالم دعم مقاومة الشعب الفلسطيني وحمايتها وليس التواطؤ لسحقها والقضاء عليها، كما يفرض عليها التصدّي لجرائم الاحتلال ووقف عدوانه، وإسناد نضال الشعب الفلسطيني من أجل تحرير أرضه وإقامة دولته، وممارسة حقّه في تقرير مصيره، كبقية شعوب العالم. وانطلاقاً من ذلك، فإنَّنا ندعو إلى: